وعن أبي اسيد الساعدي قال : أنا مـع رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر حمزة بن عبد المطلب فجعلوا يجرون النمرة على وجهه فينكشف قدماه ويجرونها على قدميه فينكشف وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اجعلوها على وجهه وإجعلو على قدميه من هذا الشجر قال : فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فإذا أصحابه يبكون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس زمان يخرجون إلى الأرياف والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون لا يصبر على لأوأئها وشدتها أحد إلا كنت له شفيعاُ أو شهيداُ يوم القيامة . قير حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه
تكفين حمزة رضي الله عنه : قال الأمام احمد رحمه الله حدثنا سليمان بن داود الهاشمي أنبأنا عبد الرحمن ، يعني أبن أبي الزناد ، عن هاشم عن عروة قال : أخبرني أبو الزبير : أنه لما كان يوم أحد أقبلت امرأة تسعى حتى إذا كادت أن تشرف على القتلى ، قال فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن تراهم ، فقال : المرأة المرأة ! قال الزبير : فتوسمت أنها أمي صفية ، قال : فخرجت أسعى إليها ، فأدركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى ، قال : فلدمت في صدري ، وكانت امرأة جلدة ، قال : إليك الأرض لك ، قال : فقلت :إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عزم عليك ، قال : فتوقفت ، وأخرجت ثوبين معها ، فقالت : هذان ثوبان جئت بهما لأخي حمزة فقد بلغني مقتله ، فكفنوه فيهما ، قال : فجئنا بالثوبين لنكفن فيهما حمزة ، قال : فوجدنا غضاضة وحياء أن نكفن حمزة في ثوبين والأنصاري لاكفن له ، فقلنا : لحمزة ثوب وللأنصاري ثوب ، فقدرناهما فكان أحدهما أكبر من الآخر ، فأقرعنا بينهما ، فكفنا كل واحد منهما في الثوب الذي صار له . حمزة ووحشي بين الشهادة والإسلام : وعن وحشي قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي : وحشي ، قلت نعم ، قال : قتلت حمزة ، قلت نعم . والحمد لله الذي أكرمه بيدي ولم يهني بيده . قالت له قريش : أتحبه وهو قاتل حمزة ؟! فقلت : يا رسول الله فاستغفر لي فتفل في الأرض ثلاثة ودفع في صدري ثلاثة وقال : وحشي أخرج فقاتل في سبيل الله كما قاتلت لتصد عن سبيل الله الجنة شيء عظيم.. ومغنم كبير.. وسلعة غالية.. وهي روح وريحان.. ذكرها يريح القلب، وينشر في المكان عطرا.. ذكرت في القرآن كثيرا، وذكر معها طرائقها، وعدا يعد الله بها من أحسن عملا، يسلي الحزين، ويحط عن المهموم، ويرغب النافر، ويذكر الناسي: • فأول طرائق الجنة وأعظمها: الإيمان بالله تعالى ورسوله، قال سبحانه: - { سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض، أعدت للذين آمنوا بالله ورسله}. - قال عليه الصلاة والسلام( لا يدخل الجنة إلا المؤمنون) [رواه مسلم في الإيمان، باب: غلظ تحريم الغلول، وأنه لايدخل الجنة إلا المؤمنون 1/107].